الأربعاء، 5 ديسمبر 2007

الصداقة تخشى الغرق


بينما كان هناك رفيقان في رحلة استكشافية وراء النهر الذي يفصل مدينتهما عن الجبال المجاورة، هبت فجأة عاصفة قوية تبعتها تساقطات لم تشهدها المدينة من قبل، ودمرت مياه النهر كل الجسور التي تربط المدينة بالناحية الأخرى من النهر، وعندما عادا لم يجدا وسيلة لقطع النهر.
قال الأول لصديقه: علينا أن نسبح قبل أن يرتفع مستوى النهر أكثر فنبقى محاصرين هنا....
فوافقه الثاني، رغم أنه لا يعرف السباحة، ثم ألقيا بنفسيهما في عباب النهر. وبعد لحظات بدأ الأول يفقد توازنه، بينما شق الثاني طريقه في سلام. وعندما رأى رفيقه تجرفه المياه سارع إلى إنقاذه بعد أن أوشك على العرق، فأخرجه إلى بر الأمان.
قال الناجي من الغرق لصديقه: لم تكن تعرف السباحة مثلي فكيف أنقذتني دون أن تخشى الغرق معي..؟
رد عليه صاحبه: أنا فعلا لم أكن أعرف السباحة وأنت في أمان، ولكنني لما رأيتك، في خطر، تصارع من أجل البقاء، خفت إن لم أفعل شيئا، وإن لم أقدم على مساعدتك أن أفقدك ولن أعرف بعدها العيش بدونك؛ فقلت في نفسي: "إما الحياة معا وإما الهلاك"، فكان ما رأيت
.

ليست هناك تعليقات: